تمر سوريا اليوم بمرحلة حساسة تتطلب من أبنائها الوقوف صفًا واحدًا، فالتحديات التي نواجهها ليست جديدة على الدول التي تسعى للنهوض، بل هي جزء طبيعي من مسيرة البناء.
كل دولة مرت بصعوبات قبل أن تستقر، وهذا ما يخبرنا به التاريخ.
رغم ما يحدث من انتهاكات، فإن وعد الله حق، وكما قال تعالى: {فإنّ مع العسر يسرا، إنّ مع العسر يسرا}. لقد تجاوزنا أصعب المراحل، وبدأت بوادر الفرج تلوح في الأفق.
لكن المرحلة الحالية تتطلب وعيًا وحكمة، فليس كل ما نراه سلبياً يعني نهاية الطريق، وليس كل قرار يخالف تطلعات البعض يعني تراجعًا عن المبادئ.
هناك قاعدة شرعية تقول: «الضرورات تبيح المحظورات»، وإن كانت هذه القاعدة مقيدة بضوابط، إلا أنه لا بد من النظر إلى الأمور بواقعية قبل إصدار الأحكام. بدل التركيز على الصعوبات، يجب أن نتذكر أن الثورة خرجت بنور الأمل، وهذا النور لا يزال موجودًا.
التحديات في الساحل والمناطق الأخرى ليست مستعصية، فالتغيرات تحتاج إلى وقت. ومع مرور الأيام، قد تتبدل المواقف، ونجد من كان على الضفة الأخرى يمد يده بصدق لمصلحة الوطن.
المطلوب اليوم هو الحكمة والصبر وعدم الاستسلام للإحباط، فالدول تنهض بالعقل قبل العاطفة وبالإرادة قبل التردد.
فلنكن أبناء سوريا اليد التي تبني والعقل الذي يوجّه والقلب الذي يحتضن، فالمستقبل لنا بإذن الله.
د.عبدالله العبدالله
حياك الله دكتور وعاش قلمك وفكرك
أسأل الله أن يرزقك حياة طيبة، وعيشًا سعيدًا، وقلبًا مطمئنًا، ووجهًا بشوشًا، وعمرًا مديدًا في طاعته، ورضاه الذي لا سخط بعده، وأن يملأ قلبك فرحًا وسعادةً لا تنتهي، ويرزقك من الخير فوق ما تتمنى.