من الظواهر المؤسفة التي باتت تنتشر بين الناس: تصوير الموائد والعزائم الجماعية في المناسبات وغيرها.

يظنّ البعض أن في ذلك فخرًا وعزًا،لكن الحقيقة أنها عادة سيئة، تدلّ على قلّة الحياء وضعف المروءة.

فالكريم الأصيل لا يُفاخر بطعامه، ولا يجعل من مائدته استعراضًا،وإنما يُطعم في الخفاء ويكرم ضيفه بصمتٍ وهيبة.

المروءة أن تُكرم لا أن تُصوَّر، والشهامة أن تُطعم لا أن تتباهى!ومن المؤسف أن نرى بعضهم يقف بكل فخر أمام الأطباق قائلاً: صوّروني!

وكأنه نال رقمًا قياسيًا في موسوعة غينيس،لا في الكرم بل في قلة العقل وانعدام الذوق.

ثم تأتي الطامّة الكبرى حين تُصوَّر وجوه الضيوف وهم يأكلون!أين الحياء؟ أين احترام خصوصية الناس؟!

وفي الوقت الذي تُمَدّ فيه موائد التفاخر، هناك إخوة لنا في غزة، وفي مخيمات الشمال السوري، وفي شتات العالم الإسلامي لا يجدون لقمةً يسدّون بها رمقهم.

فوالله ما هكذا تكون المروءة ولا هكذا يُكرم الطعام.وكما قيل قديمًا: الذين استحوا… ماتوا.

وشيوخ هذا الزمان – كما كان يقول جدّي -رحمه الله –: ما يساوون قشر بصلة.

د.عبدالله العبدالله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *