إخوتنا الكرام:
نحن نعيش في مرحلة حساسة تتطلب منّا الحكمة والبصيرة في فهم الأحداث. ومن القضايا التي تحتاج إلى تدبر أنّ غالبية الشعب السوري أشعري العقيدة، مما يجعل التوعية والإصلاح مسؤولية دقيقة.
إنّ الخلاف بين الأشاعرة وأهل السنة والجماعة قديم، لكن الأهم اليوم هو وحدة الصف وجمع الكلمة. وقد رأينا في تاريخ الأمة كيف كان القادة الحكماء يتخذون قرارات قد تبدو للبعض غير مفهومة لكنّها تنطوي على حكم عظيمة.
ومن هذا المنطلق فإنّ حنكة الرئيس الشرع وذكاءه تتجلى في اختياراته، ومنها تعيين عبدالفتاح البزم في لجنة الإفتاء، رغم ماضيه في النظام السابق. لم يكن هذا التعيين لمكانة البزم العلمية فقط، بل كان لحكمة نرى بوادرها، وعلينا أن نقول: لغاية في نفس يعقوب.
ولنا في سيرة النبي ﷺ أسوة حسنة، حيث ولّى عيينة بن حصن رغم أنه كان معروفًا بجفاء الطبع، بل وصفه النبي ﷺ بأنّه «الأحمق المطاع»، لكنّه كان زعيمًا له نفوذ بين قومه فاستثمره النبي ﷺ لمصلحة الإسلام.
وعليه يجب أن نقف وقفة رجل واحد مع الرئيس الشرع، ونثق أنّ قراراته ليست عبثية بل مدروسة لتحقيق المصلحة العامة. فلا ننجرّ وراء المتهورين الذين يبحثون عن زلات لإضعاف الدولة وإحداث الفوضى.
الشرع يعلم ما يفعل، وواجبنا أن نكون واعين ونقول: لعلها خير.
د.عبدالله العبدالله
