في سورة الفاتحة، عندما تقول: {الحمد لله رب العالمين}، تبدأ بحمد صاحب الجلالة والكمال، الذي يستحق الحمد في كل حال. تلك الكلمات البسيطة، المحمّلة بعبق العبودية، تُذكّرك بأنك في حضرة من لا ينقصه شيء ولا يعجزه أمر، فهو ربُّ العالمين، ملكُ الملوك، ومصرفُ الأمور.
فكلما قرأت الفاتحة وتوقفت عند هذه الآية، تذكر أنك تحمد ربّك الذي خلقك وأحسن خلقك، وربّاك وأغدق عليك من نعمه ما لا يُحصى، فهو الرحمن الرحيم، وهو الذي بيده الشفاء من كل داء، والراحة من كل عناء.
وكما قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}، فكل آية من آياته فيها شفاءٌ للأبدان، ونورٌ للقلوب، وسكينةٌ للأرواح.
فلتكن قراءتك للفاتحة لحظة تذوق لرحمة الله وعظمته، ولحظة يقين بأنه لا شافي إلا هو، ولا مُعين إلا هو.
وما أروع أن تكون كل صلاةٍ لك بدايةً جديدة في رحاب الله، وكل حمدٍ لك إعلاناً لنعمةٍ تُغدق عليك، وأنت تقول من أعماق قلبك: «أرحنا بها يا بلال »، فتجد الراحة التي لا مثيل لها في ظل حمد الله والتسبيح بجلاله.
د.عبدالله العبدالله