الأب هو تلك القوة الصامتة التي تسندنا دون أن نشعر، يحمل هموم الدنيا على كتفيه كي يوفر لنا لقمة العيش وستر الحال. يضربنا نهارًا ليعلمنا، وفي الليل يجلس بجوار سريرنا، ينظر إلينا ويخفي دموعه عنّا حتى لا نشعر بحزنه. كم من مرة طلبنا منه مالاً ولم يكن يملك ما يعطينا، فينظر إلينا بعين مكسورة كأن الدنيا قد ضاقت عليه، ولكننا لا ندرك ما يمر به.
الأب هو من سهر الليالي عندما كنا صغارًا، يسهر على راحتنا ويدعو لنا في صلاته. هو من يشعر بألمنا قبل أن نشعر به، وإذا مرضنا كان هو أول من يُصاب بالقلق، يتألم بصمت حتى نتعافى. الأب هو الذي إن غاب عن البيت، أظلمت الأركان، وأصبح البيت فارغًا من الروح.
الأب نعمة من الله، وركن لا يستقيم البيت بدونه. إذا رحل الأب، تفرقت العائلة وتشردت، ولا شيء يعوض غيابه.
اللهم ارحم آباءنا واغفر لهم، واجعل مثواهم الجنة.
د.عبدالله العبدالله