من موروث أقوال جدتي – رحمها الله -: “يا بني، في ناس مثل الدجاج الزراعي؛ ياكل عندك ويبيض عند غيرك.”هذا القول البليغ يحمل في طياته حكمة عظيمة عن بعض البشر الذين يعيشون بيننا بوجهين؛ يتظاهرون بالإخلاص والمحبة في حضورك، يستفيدون من عطائك، ويظهرون الرضا والتقدير، ولكن عند مغادرتهم، ينقلبون عليك ويضمرون في صدورهم نقيض ما يظهرون. كالدجاج الذي يتغذى على ما تقدم له، لكنه يمنح ثماره لغيرك، هؤلاء الناس لا يعرفون للشكر طريقًا ولا للوفاء معنى، يختبئون وراء أقنعة زائفة، لا هم لهم إلا نشر السوء، والتفريق بين الأحبة، وبث سموم النميمة في كل مجلس.
هم أشبه بمصاصي الطاقة، يأخذون من وقتك ومالك وجهدك، ثم ينشرون عنك الأكاذيب والتشويهات.
كن حذرًا من هذا الصنف من الناس، فهم يجيدون التلون مثل الحرباء، يتظاهرون بالصداقة ويخفون الخيانة، يمطرونك بالمجاملات ليأخذوا منك ما يريدون، ثم يطعنونك في ظهرك بألسنةٍ لا ترحم.فلتكن واعيًا لكل من حولك، لا تمنح ثقتك بسهولة، وتعلم أن النفاق أحيانًا يتخفى في هيئة الود، فاجعل فراستك سلاحك، وفطنتك درعك، حتى لا تكون ضحيةً لتلك النفوس المريضة.
د.عبدالله العبدالله