فقد الأحبة غربة قاسية لا يشعر بها إلا من ذاق مرارتها. كم من أناس كانوا جزءًا من حياتنا، نتعلق بأصواتهم وننتظر قصصهم كل يوم، نتنفس وجودهم وكأنهم جزء من روحنا.

عاشرناهم وعشنا معهم أجمل لحظات عمرنا، نتذكر ضحكاتهم وهمساتهم وكلماتهم التي كانت تملأ قلوبنا دفئًا وأمانًا. لكن في لحظة غير متوقعة، اختفوا من حياتنا، رحلوا بلا عودة، ودُفنوا تحت التراب، وتركوا خلفهم فراغًا لا يملؤه شيء.

أصبحنا نعيش وسط الذكريات، نبحث عنهم في الأماكن التي كانوا يترددون إليها، نشتاق لجلوسهم، لأحاديثهم التي كانت تملأنا حياة.

إنها غربة من نوع آخر، غربة الروح في وطن الذكريات، حيث لا يمكن للزمن أن يعيدهم، ولا يمكن لنا إلا أن نتجرع ألم الفقد في كل لحظة، وكل نظرة، وكل زفرة.

غيابهم جعلنا غرباء في عالم كنا نعرفه، غرباء عن أنفسنا التي كانت معهم أكثر اكتمالًا.

د.عبدالله العبدالله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *