ما أبهى أن ترى العالم يقف بتواضعٍ أمام البسطاء، يمدّ لهم من علمه بلسماً لقلوبهم وضياءً لعقولهم.
في موقفٍ تجلى فيه السموّ والتواضع، اتصل رجل من فرنسا بالشيخ محمد الحسن الددو، وأخبره أن زوجته حملت وظنّ الأطباء بعد التصوير أن الجنين ذكر، ولكن عندما وضعت مولودها جاءت أنثى.
طلب الرجل من الشيخ نصيحة في التسمية، فجاء رد الشيخ عميقاً في معانيه، قائلاً: «سمّها مريم»، في إشارة بديعة إلى قصة امرأة عمران التي ظنّت أن ما في بطنها ذكر، فلمّا وضعتها كانت أنثى.
هنا، يتجلى جمال العلم وتواضع العلماء، فهم ينيرون القلوب بحكمةٍ راسخة ولطفٍ بالغ، يقربون الناس من المعاني الكبرى بحسن البيان وبلاغة اللفظ، مستلهمين من قصص السلف ما يعظ ويهدي.
إنما العالم الحق هو من يدرك أسرار الكلمة وقيمتها، فيجعلها جسراً يربط السماء بالأرض، ويلامس بها قلوب الناس برفق العالم وحكمة المربي.
د.عبدالله العبدالله