تروي جدتي رحمها الله حكايةً من أيام زمان، حينما كانت حركات النساء محصورةً في عالمهنّ، والرجال يمشون على درب الرجولة الصامتة. تقول: « رحم الله أيامًا كان للنساء حركاتهن، وللرجال هيبتهم ».

أما اليوم، فقد تغيرت الأحوال، فأصبح الرجال يتفوقون على النساء في فنون نقل الأحاديث ورواية القصص. ترى أحدهم يجلس في المجلس، وقد أبدع في تقليد حركات النساء في الحديث، ويهز رأسه وكأنما يروي قصةً من ألف ليلة وليلة!

ويأتيك آخر، يُحاكي بمهارة طريقة النساء في الضحك، ويجلس بتأنٍّ كأنما ينتظر أن يُقدّم له فنجان القهوة. آه يا جدتي، لو كنتِ بيننا لرأيتِ بعينيكِ كيف صار الرجال والنساء شركاء في كل شيء، حتى في « صناعة الأحاديث »!

لعلّنا اليوم بحاجةٍ إلى دورة تدريبية في « الرجولة الأصيلة » حتى نعيد للأمور توازنها، قبل أن نرى الرجال يُنافسون النساء في ربط الحجاب!

د.عبدالله العبدالله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *