في حياتنا، نواجه كثيرًا من الأمور التي تبدو لنا خارج السيطرة، ونشعر بالأسى على ما فاتنا، وكأنّنا فقدنا شيئًا كان من نصيبنا.
لكن، يا أخي، أليس في إيماننا بالله حكمة وراحة؟ قدرُ الله لا يحيد، وكلماته هي الحق، وكلُّ شيءٍ مكتوبٌ في اللوح المحفوظ.
فما فاتك لم يكن لك، وما هو لك لن يفوتك، فالأقلام قد رُفِعَتْ والصحف قد جفَّت. لا تندم على ما لم يكن، بل تأمل في حكمته، ففي كل خسارة خير لا نراه، وفي كل منع عطاء خفي.
تأدّب بالحمد في كل أحوالك، فإنّ الحزن لا يردّ قدرًا، والفرح لا يغير ما كُتِبَ لك. تصبر وقل: «حسبي الله ونعم الوكيل»، فهذه الكلمة تعبّر عن عمق الإيمان وتسليم الأمر لله.
كن على يقين أن الله، برحمته، قد يُحدِث أمرًا جديدًا لم تتوقعه، يملأ قلبك رضا وفرحًا. وتذكر قول الله تعالى: {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا} [الطلاق:١]، هذه الآية تحمل في طياتها الأمل والرجاء، وتذكرنا بأن ما يُقدره الله لنا هو خيرٌ مما نتمناه لأنفسنا.
تذكر دومًا: الحياة مراحل، وكل مرحلة تأتي بحكمة لا يعلمها إلا الله. فلعل في الصبر على ما فات خيرًا، وفي انتظار ما هو آتٍ من الله أملٌ وفرجٌ. لذا، اجعل قلبك مؤمنًا بأن ما يُقدره الله لنا، خيرٌ مما نتمناه لأنفسنا، وربما ما تمنيناه ليس سوى حجاب عن ما هو أفضل.
اعلم أن الحياة تُدار بحكمة الخالق، فلا تنسى أن تشكر في السرّاء وتدعو في الضراء، وثق بأن الله يخطط لك حياةً أفضل ممّا ترجو.
د.عبدالله العبدالله