يبدو أن بعض الشباب اليوم قد قرروا أن يبتكروا تعريفًا جديدًا للرجولة، فصار التشبيب بالدراجات النارية «المتورات» وإصدار أصوات الشطمان التي تزلزل الأحياء وكأنهم يقودون مركبة فضائية هو معيارهم الجديد!
يمضي الواحد منهم في الشوارع وكأنّ الأرض ترتجف تحت قدميه، متوهمًا أن الجميع معجب به ويهتف له في الخفاء، والحقيقة المؤسفة؟
كل ما يناله هو نظرات الامتعاض وكمية من المسبّات تُغنيه عن أي تشجيع.
جدتي -رحمها الله- كانت تقول دائمًا: «يا بني، إنّ الرجولة لا تُقاس بحجم الضجيج، وإلا لأصبح كل طبل قائدًا!».
أما ذاك الذي يضع شطمانًا يصدر أصواتًا كأنها رعد في يوم صافٍ، فهو يظن أن هذا الصوت دليل على قوته، والحقيقة أن كل ما يُظهره هو فراغٌ كبير، ليس في الشطمان، بل في عقله!يا شباب، الرجولة ليست في صوت الشطمان الذي يجعل الجدران ترتعش، وليست في التشبيب الذي يُثير حنق الجميع.
الرجولة في الحكمة والعقل، فإن كنت تريد أن تُظهر رجولتك، دع الشطمان جانبًا، واقرأ كتابًا أو تعلم شيئًا ينفعك.
فالصوت العالي قد يجذب الانتباه، لكن العقل العميق هو ما يكسبك الاحترام!
د.عبدالله العبدالله