في زمنٍ كثر فيه الضجيج وقلّ فيه الرجال، يسطع اسم الشيخ عبدالقادر شواخ البورسان، كنجمةٍ ساطعةٍ في سماء النخوة والأصالة.
رجلٌ ما انحنى لموجات الزيف، بل بقي واقفاً بشموخ القبائل الأصيلة، حاملاً إرث الأجداد بكل أمانةٍ وشرف.
فعبدالقادر، ابن شواخ البورسان، لا يُعرف بالصوت العالي ولا بالمظاهر، بل يُعرف بالكلمة الثابتة والموقف الرجولي.
عندما يجلس في المجلس، تنصت له الآذان، وحين يتحدث، تنقل القلوب حديثه من شدة وقعه.
شيخٌ يشهد له التاريخ، ورجال القبائل يستأنسون بحكمته وسيرته.
وحينما يضع يده على شاربه، تلك العلامة التي ورثها من سلالة عريقة، ويقول “ابشر”، تشعر بأن الأرض تهتز تحت أقدام من سمعها.
كلمةٌ لا تخرج من فم عبدالقادر إلا وقد حملت معها وعداً ثابتاً، كأنها عهد من رجال الماضي الذين يفيون بوعدهم حتى آخر رمق.
في زمنٍ تاهت فيه المبادئ، بقي عبدالقادر كالطود الشامخ، يجسد النخوة، الكرامة، والعزة.
شاربه، الذي يحمل في طياته عبق الأجداد، يذكّر كل من يراه بأن الشيخ عبدالقادر ليس كباقي الرجال، فهو وارث العز والشرف، وكلما قال “ابشر”، عرف الجميع أن الكلمة خرجت من معدنٍ أصيل، لا يعرف إلا الحق والوفاء.
إنه شيخ القبيلة، السند والقامة، الذي لا يُخلف في وعده ولا تُرد كلمته.
د.عبدالله العبدالله