ذكر الدينوري في المجالسة وجواهر العلم:

قال سفيان بن عيينة: يُستحب للرجل إذا دعا أن يقول في دعائه: اللهم استرنا بسترك الجميل.

وقال أيضًا: ومعنى الستر الجميل: أن يستر على عبده في الدنيا ثم يستر عليه في الآخرة من غير أن يُوَبِّخَهُ عليه.

يا لها من دعوةٍ تفيض جمالاً ولطفًا! إنّها طلب للستر الجميل الذي لا يشبهه ستر، سترٌ من الله، عفوٌ بلا حدّ، ورحمةٌ بلا نهاية. سترٌ يُظلّل العبد في دنياه، فيغطي عيوبه ويخفي زلاته عن الخلق، فيعيش في كنف الله آمنًا مطمئنًا.

وسترٌ يمتد ليوم العرض الأكبر، فلا يُعرَض على الخلق أمرٌ ولا يُفتضح له سرٌ، بل يغمره الله برحمته، فلا يوبّخه على ذنب ولا يعيّره بخطيئة، بل يعامله بفضله وجوده، وكأنه لم يقترف في حياته إثمًا قط.

هذا هو الستر الجميل الذي يطلبه المؤمن من ربه، أن يكون في كنف الرحمة الإلهية في كل حال، في الدنيا والآخرة، مستورًا بعين الله، لا يناله أذى ولا يمسه عتاب.

فنسأل الله أن يُلبسنا من ستره الجميل، وأن يغمرنا برحمته التي وسعت كل شيء، وأن يعاملنا بلطفه الذي لا ينضب، حتى نلقاه وهو راضٍ عنا، قد سترنا في الدنيا والآخرة بكرمه وعفوه.

د.عبدالله العبدالله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *